مقدمة :
يصاحب فترة الامتحانات التحصيلية المدرسية بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب، وإنما لدى أسرهم أيضا ، ويُعرَّف القلق لغة بأنه الحركة والاضطراب. وقلق الامتحان حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع أي أنه حالة انفعالية تعتري بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحانات مصحوبة بتوتر وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان ممّا يؤثّر سلبا على المهام العقلية في موقف الامتحان. ويعود سببها إلى أن الطالب يدرك موقف التقييم ( الامتحان ) على أنّه موقف تهديد للشخصية.أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الامتحانات فهو أمر طبيعي، و سلوك عرضي مألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعا إيجابيا وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر .أما إذا أخذ أعراضا غير طبيعية كعدم النوم المتصل وفقدان الشهية للطعام وعدم التركيز الذهني ، وتسلط بعض الأفكار الوسواسية ،وبعض الاضطرابات الانفعالية والجسمية فهذه هي حالة قلق الامتحان التي نحن بصدد الحديث عنها والتأكيد على سبل الوقاية منها وعلاجها، مع توظيف وتوجيه القلق الدافع ( الإيجابي) توظيفا إرشاديا يؤدي إلى مزيد من الإنتاجية لجميع الطلاب في بيئة آمنة. وذلك انطلاقا من القانون السيكولوجي المسمى قانون بركس – دادسون والذي ينص على أنه : كلما زاد القلق( القلق الطبيعي) زاد مستوى التركيز والأداء وكلما وصل القلق إلى مستوى القلق المرضي كلما أدى ذلك إلى تناقص التركيز.
وسنحاول في السطور الآتية إيجاد أفضل الطرق الإرشادية للتعامل مع حالات قلق الامتحان التي تعتري بعض الطلاب، مع تعزيز الجانب الوقائي ضد القلق لجميع الطلاب في مدارسنا بشكل عام.
أولاً :أعراض الحالة :
* التوتر والأرق وفقدان الشهية ،وتسلط بعض الأفكار الوسواسية الملِحَّة قبيل وأثناء ليالي الامتحان.
* الشعور بالضيق النفسي الشديد قبل وأثناء تأدية الامتحان.
* تسارع خفقان القلب قبل وأثناء الامتحان مع جفاف الحلق والشفتين وسرعة التنفّس وتصبّب العرق وارتعاش اليدين وعدم التركيز ،وبرودة الأطراف، وألم البطن، والغثيان ، وكثرة التبول.
* كثرة التفكير في الامتحان، والانشغال قبل وأثناء الامتحان في النتائج المرتقبة ( الانشغال العقلي في الامتحان، ونتائجه المتوقّعة ).
وهذه الأعراض والسلوكيات الفسيولوجية والانفعالية والعقلية تربك الطالب وتعيقه عن المهام الضرورية للأداء الجيد في الامتحان لكونها مرتبطة بوسيلة التقييم ( الامتحان ) ومقرونة بالرهبة والخوف، وقد تكون معززة من قبل الأسرة والمدرسة باعتبار أن نتيجة الامتحان ستؤدّي إلى مواقف مصيرية في مستقبل الطالب.
ثانيا :العوامل المساعدة على ظهور أعراض الحالة:
* الشخصية القلقة: هذه الشخصية عرضة لقلق الامتحان أكثر من غيرها لأنها تحمل سمة القلق، فمن المرجّح أن يزيد قلق الامتحان لديها كموقف أكثر من غيرها .
* عدم استعداد الطالب للامتحان(بعدم الاستذكار الجيد، وبعدم التهيؤ النفسي ،وبعدم تهيئة الظروف والبيئة المنزلية..الخ ).
* الأفكار والتصورات الخاطئة عن الامتحان وما يترتّب عليها من نتائج.
* طريقة الامتحانات وإجراءاتها ونظمها، وربطها بأساليب تبعث على الرهبة والخوف.
* تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسرة وفق أساليب التنشئة التقليدية والتي تستخدم العقاب مما يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة.
* أهمية التفوق الدراسي للطلاب، وخاصة لذوي الحساسية منهم. بالإضافة إلى ضغط الأسرة الزائد على الطالب لتحقيق ذلك.
* ما يبثّه بعض المعلمين من خوف في أنفس الطلاب من الامتحانات، واستخدامها كوسيلة للعقاب في بعض الأحيان.
* مواقف التقويم ذاتها.إذ أن الإنسان إذا شعر أنه موضع تقويم واختبار فإن مستوى القلق سيرتفع لديه.
* التعلّم الاجتماعي من الآخرين: حيث أن الطالب قد يكتسب سلوك قلق الامتحان ، تقليدا ومحاكاة لنموذج القلقين من الطلاب وخاصة المؤثرين منهم .
ثالثاً : الأساليب الإرشادية بشكل عام:
يمكن للمرشد الطلابي اكتشاف حالات قلق الامتحانات من ملاحظاته وسجلاته ومقابلاته للطلاب،ومن إفادة المعلمين والآباء، ومن تطبيق بعض المقاييس المقننة على البيئة السعودية(بعد إجازة تطبيقيها من الجهة التربوية المسؤولة المختصة ) ويسعى إلى اكتشاف الطلاب ذوي الشخصيات القلقة(التي تحمل سمة القلق) ويركز إرشاده عليها بشكل خاص منذ وقت مبكر .
وفي سبيل العلاج والوقاية من قلق الامتحان يمكن للمرشد الطلابي استخدام الأساليب الإرشادية الآتية:
* توجيه وتعويد الطلاب إلى ترديد الأدعية والأذكار المناسبة وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلاة في أوقاتها لما في ذلك من طمأنينة للنفس في كل الأوقات.
* تدعيم ثقة الطلاب بأنفسهم، والوقوف منذ وقت مبكر على ميولهم وقدراتهم ، وتوجيه طموحهم ليتوافق مع قدراتهم في اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم.
* توجيه وإرشاد الطلاب إلى طرق الاستذكار الجيد منذ بداية العام الدراسي والتذكير بأن عملية التحصيل عملية تراكمية تتطلب استذكارا مستمرا دون تأجيل، مع التأكيد على أسر الطلاب بمساعدتهم على تطبيق ذلك منزليا . ونظرا لأن للاستذكار الجيد دورا في تخفيف توتر وقلق الطلاب فيمكن توضيح طريقة (تتاسر) في الاستذكار والتي تعني( تصفح ، تساءل ، اقرأ ، سمِّع ، راجع ). وذلك على النحو التالي :
– تصفح : أي تصفح فصل الكتاب بقراءة عنوانه الرئيس والعناوين الفرعية وإلقاء نظرة على الرسومات التوضيحية والخرائط ..الخ
– تساءل : اسأل نفسك، ماذا تعرف عن هذه المادة ؟ ثم حول اسم وعناوين الفصل إلى تساؤلات.
– اقرأ : ابدأ القراءة وابحث عن إجابات لتساؤلاتك وكذا أسئلة نهاية كل فصل من الكتاب مع التركيز على المقاطع الهامة، ثم عاود قراءة العناوين واستعراض الصور ثم أعد قراءة الأجزاء التي لم تفهمها مع مراجعة كل جزء قبل الانتقال إلى جزء آخر .
– اسمِّع : انطق بصوت مسموع عند قراءة ما سبق أن لخصته من النقاط الهامة بأسلوبك لترسيخ تلك المعلومات في الذاكرة ، وكلما وظفت الرؤية والاستماع معا كلما حصلت على تعلم أفضل .
– راجع : أي راجع بشكل مستمر كل فصل بعد قراءته وراجع إجابات أسئلة النقاط المهمة، ثم حاول الإجابة عن تلك الأسئلة بعد إغلاق الكتاب والدفتر الخاص بالمادة مع الترديد الشفهي لتلك الأسئلة وإجاباتها ، ثم أعد قراءة ما صعب عليك إجابته ، ثم اختبر نفسك شفهيا أو تحريريا واربط بين مواضيع المادة في شكل خريطة دراسية تضمن لك تجمع المعلومات مما يساعدك على تخفيف ضغط الاستذكار عليك قبل الامتحان
* اتّخاذ الإجراءات الإرشادية المناسبة للمشكلات المرتبطة بحالات قلق الامتحان ، وبتدنّي مستوى التحصيل الدراسي منذ وقت مبكر من العام الدراسي.
* التحصين المنظّم (التخلص التدريجي ) من الحساسية ، ويتمّ ذلك بتقديم المثيرات التي تسبّب القلق في شكل متدرّج يبدأ بالمواقف الأقل إثارة للقلق وصولا إلى المثير الحقيقي للحالة الشديدة للقلق(مدرج القلق) وهذا يتم بالطبع بعد جمع البيانات الدقيقة ضمن دراسة الحالة عن مخاوف الطالب التي تثير لديه القلق ، وفي قلق الامتحان يتم تعريض الطالب القَلِق لمواقف متعددة من الامتحان بصورة تدريجية تحت إشراف المرشد حتّى تخف درجة القلق الناتجة عن الامتحان (والتقويم المستمر المتضمن بعض الامتحانات العرَضِيّة يساعد على ذلك ) .ويمكن للمرشد أن يدرب ويشجع الطالب على التحصين التصوري ضد القلق بأن يعيش المواقف المثيرة للقلق تدريجيا في خياله .
* توظيف النموذج ( القدوة الحسنة ) وذلك بعرض أفلام أو مواقف حية يشاهد الطالب خلالها كيف يتصرّف الطلاب الآخرون في موقف الامتحان بشكل طبيعي.
* تدريب جميع الطلاب على كيفية أداء الامتحانات، وتشجيع المعلمين على تأكيد ذلك، وتوجيه الملاحظين منهم إلى اتخاذ أساليب الملاحظة المناسبة داخل قاعات الامتحانات وعدم إثارة الخوف بين الطلاب، وتعزيز عدم القلق من الامتحانات ( التعزيز الموجب ). وأن الامتحان ما هو إلا وسيلة لقياس المستوى التحصيلي وليس غاية في حد ذاته .
* تدريب الطلاب على تركيز انتباههم على موقف الامتحان.
* تدريب جميع طلاب المدرسة على الطريقة السليمة للتنفّس لتطبيقها بشكل أكبر قبيل الامتحان حيث أنها تساعد على تخفيف التوتر.
* تدريب الطلاب ( الذين يعانون حالات قلق الامتحان بشكل خاص وظهرت عليهم أعراض الحالة ) على الاسترخاء العميق منذ وقت مبكر من دراسة الحالة. والاسترخاء يعني عكس حالة التوتر والغضب والضغط النفسي، بمعنى التحول من هذه الحالة إلى حالة الهدوء والسكينة أي أنه وسيلة طبيعية لتهدئة النفس المضطربة .وبما أن التوتر وعدم الاستقرار أبرز أعراض القلق وهما سلوك متعلم ( مكتسب في الغالب) فإن الاسترخاء يؤدي إلى استجابة معاكسة مما يعني أهميته في تخفيف ذلك السلوك . والاسترخاء العميق ذو شقين (عقلي نفسي) ، وعضلي :
العقلي النفسي :
يعتمد على التخيل الإيحائي ، حيث يتدرب المسترشد بمساعدة المرشد على تخيل صور عقلية جميلة مريحة ومتحركة ( يكون لها ارتباط بالامتحان ) تحول دون سيطرة الأفكار المثيرة للقلق وتمنع استجابته .
العضلي :
عبارة عن تمرينات تشبه التدريبات الرياضية البدنية حيث يملي المرشد على المسترشد تعليمات الاسترخاء بصوت هادئ، مبتدءاً بطلب الاستلقاء على الظهر وإغماض العينين في مكان مريح ثم يبدأ بتنفس عميق ، ثم إرخاء مجموعة صغيرة من العضلات من الجسم( تبدأ من أصابع اليد ) ويكون أثناء ذلك مركزا انتباهه على فكرة معينة ذات دلالة مساندة للغرض العلاجي حتى يتم ارتخاء ذلك الجزء وهكذا بقية أجزاء الجسم حتى يتم الاسترخاء الكامل لكل الجسم . إن الاسترخاء العميق بشقيه العقلي النفسي والعضلي يخفف القلق ويبعث النشاط والحيوية وتعلّم السيطرة على عملية التنفس للاحتفاظ بالطاقة اللازمة والضرورية لأجسام وعقول طلابنا .إلا أن هذه العملية تتطلب تدريبا ومهارات خاصة يجب أن يتدرب عليها المرشدون بشكل جيد .
* توظيف الإرشاد العقلاني الانفعالي: بتحديد ودحض الأفكار غير العقلانية لدى الطلاب والمتعلقة بالامتحان، وما يرتبط بذلك من معتقدات خاطئة نتجت عن خبرات سلبية سابقة عممت على موقف الامتحان الحالي.
* توظيف التوجيه والإرشاد الجمعي الذي يقوم على محاورة الطلاب في المشكلات المرتبطة بقلق الامتحان، حسب أسس الإرشاد الجمعي .
* توجيه الطلاب إلى التقليل من المشروبات المنبّهة كالقهوة والشاي خلال فترة الامتحانات ، والتوجيه بأهمية النوم المبكر والكافي.
دور المدرسة في مرحلة ما قبل الامتحان:
يقوم المرشد الطلابي وأعضاء لجنة التوجيه والإرشاد برسم خطّة توجيهية إرشادية وقائية للطلاب، ويساعده المعلمون في تنفيذها،بعد التأكد من كفاية الوقت المخصص لكل مادة ومن وضوح أسئلة الامتحانات وسلامتها من الأخطاء اللغوية والطباعية ، وكذا وضوح الرسومات العلمية.
وتقوم هذه الخطة بالتركيز على ما يلي :
* تدريب وتشجيع الطلاب على كتابة أسئلة في موضوعات كل مادة وتناقش بشكل جماعي داخل الفصل في فترة المراجعة مع توضيح الطريقة الصحيحة لحل الأسئلة .
* التحفيز بالطرق الإيجابية للجاهزية اللازمة بدراسة واستذكار المواد بشكل كامل منزليا بعيدا عن التهديد ، بل التأكيد على ضرورة التركيز على الأثر الطيب الذي يتركه تحصيل الدرجات العالية على الطالب وذويه . وتوضيح أن الامتحان وسيلة تقييم فقط وليس غاية في حد ذاته .
* التوجيه بأخذ القسط الكافي من النوم طيلة ليالي الامتحانات.
* تزويد كل طالب بنسخة من نشرة تقسيم الوقت بين الاستذكار والراحة والترفيه والنوم ،والتأكيد على الأسر بأهمية ذلك،وأهمية أن يجد الطالب وقتا كافيا للذهاب إلى الامتحان صباح يوم الامتحان دون عجلةٍ تدعو للقلق.
* توجيه الطلاب إلى عدم مراجعة كل شيء من المادة في اللحظات الأخيرة قبيل دخول قاعة الامتحان.
* توجيه الطلاب إلى عدم الذهاب إلى الامتحان على معدة خالية أو معدة متخمة.
* توجيه الطلاب إلى تبديد القلق قبيل أي امتحان بمحاولة عدم التفكير فيه أو الحديث عنه ،بتدريبهم على الاسترخاء بطريقة التخيل الإيحائي لتطبيقه مع التنفس العميق.
* توجيه وتعويد الطلاب على مواجهة الامتحانات بثقة تامة واعتبار فترة الامتحانات فرصة لعرض ما بذاكراتهم من معلومات بل والاستمتاع بعرضها بثقة.
* توجيه الطلاب إلى استثمار وإدارة الوقت بامتحان كل مادة بدقّة عند خوض التجربة.
* التركيز على الطلاب المتوقع ارتفاع مؤشر القلق لديهم بناءً على حصر وملاحظات ودراسة المرشد الطلابي لتلك الحالات من ذوي الشخصيات القلقة.
* تنبيه إدارة المدرسة والمعلمين من قِبَل المرشد الطلابي في الاجتماع التحضيري للامتحانات ، بأنه ربما تكون هناك حالات قلق شديدة لدى بعض الطلاب وعلى المعلمين (الملاحظين) تبليغ المرشد بذلك.
وعلى المرشدين والمعلمين التأكيد على طرق الاستذكار الجيد وتوضيحها، وتذكير كل طالب عبر النشرات والتوجيهات بالعبارات الآتية :
– تحمّلْ مسئولية نفسَك.
– حدّدْ لنفسِك مبادئ معيّنة، ولا تجعل أصدقاءك ومعارفك يحدّدون ما هو مهم بالنسبة لك.
– اعتبر نفسك في حالة نجاح مستمر، مع بذل ما يدعم ذلك من الاجتهاد.
– حدّدْ أولوياتك التي وضعتَها لنفسك، ولا تسمح للآخرين بتحديدها.
– قبل أنْ تطالب الآخرين بأن يفهموك حاول أن تفهمهم أولاً، وافتح الحوار مع معلّمك وضع نفسك مكانه لتأخذ الأمر بقناعة.
– ابحثْ عن أفضل الحلول لأي مشكلة. وهذا يتطلّب أن تضع أكثر من حل ثم تفاضل بينها.
– حاول أن تتحدّى نفسك باستمرار بالتغلّب على وساوسها.
– طبق طريقة(تتاسر) للاستذكار.. بمعنى : تصفح، تساءل، اقرأ ،سمع ، راجع .
دور الأسرة في مرحلة ما قبل الامتحان:
لا يقل دور أسرة الطالب عن الدور الذي تقوم به المدرسة في هذه المرحلة ويتبلور في النقاط الآتية :
* إيضاح الجانب الإيجابي من اجتياز الامتحان بحيث لا يربط الامتحان بالرسوب والضياع، وفي ذلك حافز إلى التخفيف من رهبة الامتحان.
* الابتعاد عن مقارنة الابن بأخيه أو بأخته أو بالآخرين ( تحقيقا لمبدأ الفروق الفردية ) مع عدم تحقيره.
* تجنّب حرمان الابن من الترفيه شريطة ألا يؤثر ذلك على الوقت المناسب والمخصص للاستذكار.
* تقسيم الوقت بحيث يكون هناك استراحة لمدة عشر دقائق في كل ساعة استذكار. مع محاولة معرفة أنسب الأوقات للاستذكار وأفضلها بالنسبة للابن، كالفترة الصباحية الباكرة أو بعد الغداء بساعتين أو نحو ذلك، مع ضرورة تطبيق طرق الاستذكار الجيد .
* التركيز على الجوانب الإيجابية عند الابن، والثناء على جهده الدراسي وتقوية عزيمته وثقته بنفسه والوعد بالجوائز والهدايا، مع ضرورة الالتزام بذلك وتنفيذه في حينه.
* المرور على الابن أثناء الاستذكار للتشجيع وإظهار الاهتمام دون أن تأخذ العملية شكل التجسس.
* الاعتناء بالتغذية السليمة وتوفير الاحتياجات المادية اللازمة، ومراعاة عدد ساعات النوم الكافية مع التقليل من المشروبات المنبهة.
* تشجيع الابن على استخدام طريقة تلخيص الدروس المبني على الفهم .مع تطبيق طريقة (تتاسر)عند عملية الاستذكار.
* تشجيع الابن على مراجعة أوراق الامتحانات السابقة للمادة والتعرف على أخطائه فيها ثم إعداد أسئلة امتحان تجريبي ذاتي وتنفيذه تحت إشراف الأسرة، في ظروف شبيهة بظروف الامتحان في المكان والوقت، ومن ثمّ تصحيحه من قبل الابن مع الاستعانة بالمقرر الدراسي ثم كتابة الإجابة الصحيحة أمام كل سؤال للاطلاع والاستذكار.
* يُفضّل أن يذاكر الابن مع زميل له في نفس الصف الدراسي بعد أن يكون قد استذكر هو بمفرده.
* تعويد الابن أن يبدأ باستذكار المواد التي يراها صعبة بالنسبة له.
* تعويد الابن على مكافأة نفسه عندما ينجز أمرا إيجابيا يتعلق به .مع توفير الفرص لتحقيق ذلك.
دور المدرسة أثناء الامتحان:
يركز المرشد الطلابي على مساندة الطلاب الذين تظهر عليهم أعراض القلق أكثر من غيرهم ويسانده في ذلك أعضاء لجنة التوجيه والإرشاد، ويذكِّر المعلمين بضرورة إخطاره عندما تظهر على أحد الطلاب أثناء تأدية الامتحان أعراض غير معتادة . وفي هذه الحالة يقوم المرشد بالتدخل اللازم ، وإذا دعت الضرورة اصطحب الطالب إلى مكتبه( في الحالات الشديدة فقط ) ، وبعد التهدئة اللازمة يواصل الطالب الامتحان داخل مكتب المرشد تحت إشرافه ، مع أهمية إشعار مدير المدرسة والمعلم الملاحظ ومعلم المادة بذلك.ويستخدم المرشد الطرق الإرشادية المناسبة للحالة بشكل مكثف ، وإذا اطمأن على حالة الطالب شجعه وسانده ليواصل الامتحانات المتبقية داخل قاعة الامتحان لكي لا يعتاد أن يمتحن داخل مكتب المرشد بصفة مستمرة .
ويقوم المرشد بتوجيه الطلاب جميعاً (في الوقت المناسب) بالأساليب الإرشادية المقنعة إلى ما يلي:
* الجلوس بشكل مريح،والتنفس بعمق، ثم قراءة الأسئلة والتعليمات بدقة ثم التفكير قبل البدء في الإجابة، وقراءة وفهم المطلوب في رأس كل السؤال.
* البدء بالسؤال الأسهل للطالب.
* اختيار أحد الأسئلة ذات الأهمية، وليبدأ بالإجابة عنه فذلك قد يعيد إلى الذاكرة ما نسيته، وليخصصْ 10% من الوقت لمراجعة الإجابة.مع التأني عند الإجابة عن الأسئلة ذات الخيارات المتعددة بعدم تبديل الإجابة في حالة عدم التأكد من صحة الإجابة البديلة. والتأكيد على أهمية التفكير قبل البدء بالإجابة عن الأسئلة المقالية،إذ أن من الضروري أن تشتمل تلك الإجابة على النقاط الرئيسة في موضوع السؤال.
* التذكير باستثمار كل الوقت المخصص للامتحان وأن ليس هناك جائزة لمن يسلّم ورقة الإجابة أوّلا(خاصة في المرحلة الابتدائية)، لأن الاستعجال بتسليم الورقة فيه إثارة للقلق عند بعض الطلاب .
* تذكير المعلمين الملاحظين بأهمية تلطيف بيئة الامتحان داخل القاعات والبداية بابتسامة مع تشجيع الطلاب بأنهم قادرون على اجتياز الامتحان .مع أهمية توضيح التعليمات المتعلقة بالامتحان وقبول أي استفسار حوله ولا يخل به .
دور الأسرة أثناء مرحلة الامتحان:
* تعويد الابن الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في كل الأوقات ، وتعويده الدعاء.
* تطمين الابن ومنحه الثقة بنفسه بأنه قادر على اجتياز الامتحانات وأن مضامين هذه الامتحانات لا تخرج عن الموضوعات التي درسها.
* الاستمرارية في تنظيم الوقت مع الاستراحة الكافية بين استذكار كل مادة وأخرى،وتأمين بعض الترفيه، والتركيز على أهمية النوم الكافي في الليل ، والاستيقاظ مبكراً من النهار وليس العكس .
* ضرورة الاهتمام بالتغذية الصحيحة وتشجيع الابن على تناول الإفطار دون إفراط ، مع أهمية تناول السكريات للتزود بالطاقة.والابتعاد عن المنبهات أو المهدئات.
* تعويد الابن أن يستذكر بطمأنينة وأن يستعين بالملخصات التي قد أعدّت من قبل.
* مساعدة الابن على عدم الانشغال بالتفكير في نتيجة امتحان المادة التي تمّ الامتحان فيها في اليوم السابق، والتركيز على مواد اليوم التالي دون تهويل لصعوبتها.مع الابتعاد عن الأجواء الصاخبة والخلافات الأسرية.
وعلى الأسرة أن تساهم مع الابن في عملية الاستذكار نفسها بمراعاة ما يلي:
– اختيار الوقت المناسب للاستذكار وفقَ تنظيم مناسب يؤدي إلى الاستثمار الكفء للوقت والطاقة.
– تأمين الأدوات والأوراق اللازمة للاستذكار، ومساعدة الطالب وتعويده وترتيبها واستخدامها.
– تفريغ الابن تماما لعملية الاستذكار وعدم أشغال ذهنه بواجبات منزلية أو عائلية أخرى0
– تعويد الابن على الاستذكار في المكان المناسب بعيدا عن أماكن الاسترخاء والنوم.
– تهيئة المكان بحيث يكون هادئا بعيدا عن الضوضاء ( قدر الإمكان ).
– اختيار المكان الصحي الذي يتوفّر فيه الضوء الكافي ( من الجهة المناسبة )، والتهوية الكافية.
– تعويد الابن عدم الانشغال بالأكل أو الشرب أثناء الاستذكار مع التقليل من شرب القهوة والشاي، ومن الأنسب أن يكون ذلك قبل الاستذكار بوقت كافٍ.
وعلى الأسرة أن تجعل فترة الامتحانات فرصة لتعويد الطلاب على احترام الوقت، وتعويدهم على أهمية الأشياء في بيئة مليئة بالود وتقدير الجهد وتعزيز المفهوم الإيجابي لفترة الامتحانات بحيث تكون نزهة فكرية ترفيهية تُقطَف فيها ثمار الجهد والتحصيل ويشعر فيها الطالب وخاصة في المرحلة الابتدائية بحب المدرسة لما حققه من اتجاه إيجابي نحوها.
المراجع:
1. أيمن الحسيني (1999): فن الاسترخاء. دار الطلائع ، القاهرة .
2. أليس كولج سرفايفال (1990م ) اقتباس من شريط ” تنظيم ” الوقت ( عبر شبكة المعلومات ” إنترنت ” ).
3. زهير أحمد السباعي ، شيخ إدريس عبد الرحيم (1991) : القلق وكيف تتخلص منه. دار القلم، دمشق .
4. ستيفن كوفي، سبع عادات مفيدة لشخصيات فعّالة، ( مقتبسة من شريط سمعي عبر شبكة المعلومات ” إنترنت ” ).
5. محمد محروس الشناوي ( 1419هـ ) دليل المرشد الطلابي، جامعة الإمام محمد بن سعود ـ الرياض
6. محمد عبد الله شاو وش ( 7/1/1422) سيكولوجية الامتحانات. مقالة علمية نشرت بجريدة عكاظ، العدد 12636
7. محمود عطا عقل (1996 ) الإرشاد النفسي والتربوي، مكتبة الخريجي ، الرياض
8. هارولد ريجنالد بيتش – تعريب فيصل محمد الزراد (1992) : تعديل السلوك البشري. دار المريخ ، الرياض .
9. يوسف أبو حميدان( ذو الحجة 1414هـ ) : مساعدة الأبناء على اجتياز الامتحانات، مجلة القافلة.
10. خبرات إرشادية ميدانية لمعد النشرة .