فن الاتصال :
يقال أن الناس يشترون بالعاطفة و يبررون بالحقيقة . ونحن هنا سنستعرض مهارات الاتصال الشخصي التي تستخدمها في أمورك اليومية مثل :
اجتماع عمل .
محادثة مع صديق .
مهمة تعليم .
جلسة تدريب .
جلسة خاصة مع بعض الزملاء .
لقاء عام .
الناس في مجال الاتصال الشخصي على شقين :
الأول : يبدو وكأنه ولد بطاقة وثقة ذاتيتين .
الثاني : يجب أن يعمل لنيل ذلك .
وعلى هذا يجب أن نفهم أن الصفات التي توجد في القياديين الناجحين يمكن تعلمها و اكتسابها وتقويتها في شخصيتنا و كل ما نحتاجه في ذلك هو الجهد الواعي لتعلم تفعيل مهارات الاتصال الشخصي على أساس ثابت مع التقويم المستمر و بعض ردود الفعل الصادقة .
الاتصال الفعال :
هل هو لفظي ؟ أم صوتي ؟ أم بصري ؟
العنصر اللفظي : هو الرسالة نفسها – الكلمات التي نقولها .
العنصر الصوتي : هو الترنيم – ورنين الصوت الذي ينقل تلك الكلمات .
العنصر البصري : هو ما يراه الناس مرتسما على وجهك و جسمك .
في دراسة قام بها الدكتور ( ألبرت مهرابيان ) من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس – وهو أحد ابرز الخبراء الأوائل في مجال الاتصال الشخصي . فقام بدراسة العناصر الثلاث التي نتواصل بها وقام بدراسة الفرق بين مصداقية العناصر الصوتية و البصرية و اللفظية ووجد أن درجة التناقض بين هذه العناصر الثلاثة كانت العامل الذي يحدد المصداقية فعندما تنقل رسالة متناقضة في كلامك مع شخص أخر فان الذي يحدث كما توصل له إلى دكتور ( مهرابيان ) هو الآتي :
لفظي : 7%
صوتي : 38%
بصري : 55 %
المجوع : 100 %
وهذا في حالة ما تكون الرسالة متناقضة . أما في حالة كون الرسالة متوافقة فان العناصر الثلاث تعمل معاً وبصورة متساوية لنقل الرسالة فحماسة الصوت وإثارته تعملان مع نشاط الوجه و الجسم وحركتهما ليعكسا الثقة و التصديق بما يقال .
لكن هناك استثناء :
في الحالات التي نكون فيها عصبيين أو واقعين تحت ظروف صعبة أو تحت ضغط فإننا نميل إلى حبس ما لدينا وإعطاء رسالة متناقضة جداً .
مثال ذلك :
الشخص الذي يقف بين مجموعة وينظر إلى أسفل ويتكلم بصوت مرتجف مشبكاً أصابعه ويقول أشعر بالسعادة لأني بينكم ، فهو هنا يعطي رسالة متناقضة لا يمكن تصديقها .
المأساة الحقيقة هي أن هناك غالبية كبيرة من الناس في العمل تعطي رسائل متناقضة فهم لديهم أفكار جديدة و رائعة وأشياء مفيدة و لكن لا يوصلونها بطريقة سليمة .
هذا التناقض هو الحاجز الأكبر في الغالب دون الاتصال الشخصي الفعال في العمل .
خاطب العقل الأول :
من أجل أن تكون ناجحاً في اتصالك لابد أن تتصل بالمخاطب عن طريق البعد العاطفي و إلا فانك لن تتواصل مع أحد على الإطلاق .قبل بضع سنوات اكتشف السبب الحقيقي لهذا وهو أن الناس يستشعرون بالعاطفة ويبررون الفعل بما يعتقدون أنه حقائق وذلك بسبب قوة العقل الأول .
والمقصود بالعقل الأول هو العقل العاطفي الذي يوجه حسياً وبدون وعي عقلنا المفكر . ونظام عاطفتنا القوي ونظام مخنا يشكلان العقل الأول – وهذا العقل فطري وأولي و قوي جداً ويعمل على مستوى اللا وعي أمام العقل المفكر ، فهو العقل الذي يشكل فكرنا الواعي وفيه تحدث اللغة و الإبداع واتخاذ القرارات .
وهذا يعني وجود عقلين في رأسك .
وقد تسأل هنا وتقول : ما علاقة هذا باتصالي اليومي ؟
والإجابة هي : إن لذلك علاقة كبيرة خاصة بكيفية أدائك لاتصالاتك أو استقبالها . فجميع مدخلاتك الحسية بالنظر والصوت واللمس والذوق والشم تأتي عن طريق العقل الأول أولاً ثم يرسلها بعد ذلك إلى العقل المفكر الذي يحدث الإحساس بها و يفسرها .لكن إذا لم يتم استشارة الممرات البصرية كثيراً بمعنى أنه ليس هناك حركة ولا اتصال مباشر بالعين ولا إشارات ……… الخ
فان المعلومات لن ترسل إلى العقل المفكر وكذلك الحال مع الصوت فالإشارات الصوتية المسموعة تدخل إلى العقل الأول قبل أن تنقل إلى العقل الجديد . فإذا كان الصوت مسطحاً أو رتيباً أو مليئاً بالإشارات اللا كلامية ……… الخ
فإن العقل الأول لن يرسلها إلى العقل المفكر بفعالية . ولذا فانه ينبغي لك حتى تتواصل مع غيرك بفعالية أن تخاطب العقل الأول عند الشخص المتلقي ( لابد أن تصنع تواصلاً عاطفياً معه حتى يسمعك ) .
مهارات الاتصال الشخصي التسع :
المهارة الأولى : اتصال العين :
الهدف السلوكي :
يقول ( رالف والدو ايموسون ) : العين يمكن أن تهدد كما تهدد بندقية معبأة و مصوبة أو يمكن أن تهين كالركل والرفس . أما إذا كانت نظرتها حانية ولطيفة فإنه يمكنها بشعاع رقتها وعطفها أن تجعل القلب يرقص بكل بهجة .
كيف تحسن اتصالك بالعين :
اتصال العين هو المهارة الأكثر تأثيرا بين تأثيراتك الشخصية المتعددة ، عيونك هي الجزء الوحيد من جهازك العصبي المركزي الذي يرتبط بالشخص الآخر بشكل مباشر ، وللاتصال بالعين آثار ثلاثة :
الألفة .
أو التخويف .
أو المشاركة .
الألفة أو التخويف تنتجان عن النظر إلى الشخص الآخر لمدة عشر ثواني إلى دقيقة .
أما المشاركة وهي التي تشكل أكثر من 90% من اتصالنا الشخصي خاصة في مجال العمل فإنها تستدعي أن تنظر إلى الشخص الذي تتحدث معه من خمس إلى عشر ثواني قبل تحويل النظر عنه إلى مكان آخر وهذا هو الطبيعي إن كنت تتكلم مع شخص أو آلف شخص .
احذر من :
أن تنظر إلى أي شرع وفي كل جانب إلا إلى مستمعك فان ذلك يقوض مصداقيتك ويبعث على التوتر وعدم الطمأنينة .
أن تغمض عينك لمدة ثانيتين أو أكثر فإنك بهذا الفعل تقول لا أريد أن أكون هنا أو لا أريد أن اسمع هذا وهذا الشعور سينتقل إلى مستمعيك ويشاطرونك عدم رغبتهم في الاستماع إليك .
أن تركز نظرك على شخص أو اتجاه معين عندما تخاطب مجموعة كبيرة بل تقلب عينك إلى كل اتجاه أعط خمس ثواني من التركيز في كل اتجاه .
المهارة الثانية : مهارة الوضع والحركة :
تعلم أن تقف منتصباً وتتحرك بصورة طبيعية وسهلة . يجب أن تكون قادراً على تصحيح الاتجاه العام الذي يرتخي فيه الجزء الأعلى من الجسم . فعند قيامك بعملية الاتصال يكون الوضع أكثر فعالية عندما تكون مرناً لا أن تكون مغلقا في وضعية متوترة هذا ينطبق على كل الملامح والحركات وينطبق أكثر على الساق والقدم لثقة تظهر عادة من خلال الوضعية الممتازة .
إن الطريقة التي تظهر بها نفسك جسمياً يمكن إن تعكس كيف تظهر نفسك عقلياً والطريقة التي تنظر بها إلى نفسك هي عادة الانطباع الذي يكونه عنك الآخرون .
قف منتصباً : مظهر الجزء العلوي من جسمك يدل على رأيك في نفسك هذا الحكم ليس في كل الأحوال لكن على الأقل هذا هو رأي الآخرين فيك حتى تتكون لديهم معلومات أخرى كافية لتغير هذا الرأي .
راقب الجزء الأسفل من جسمك . عندما تتحدث إلى الآخرين فقد تقلل من تأثيرك بسبب الطريقة التي تقف بها وقد تحول طاقة اتصالك الشخصي بعيداً عن مستمعيك من خلال لغة الجسم غير الملائمة .
ومن أكثر الأنماط الشائعة للوضعية الخاطئه هي :
التراجع إلى الخلف .
الميل من جنب إلى جنب أو الاعتماد على رجل و التحول إلى الرجل الأخرى .
استعمل وضع الاستعداد :
لمحاربة هذه العادات السلبية خذ وضع الاستعداد ووزنك إلى الإمام ، فالاتصال يحتاج إلى الطاقة ووضع الاستعداد أفضل الطاقة . تحرك في أرجاء المكان ، فالاتصال والطاقة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر .
عندما تتحدث إلى الآخرين :
تحرك في أرجاء المكان – اخرج من خلف طاولة الخطاب حتى لو كنت في وضع رسمي ، فهذا سيزيل الحواجز بينك وبين الآخرين – حرك يديك و ذراعيك وتحرك يمنة ويسره – لا تبالغ في ذلك بل تحرك ضمن مستوى طاقتك الطبيعية .
لكلٍ أسلوبه الخاص :
ليست هناك طريقة صحيحة أو طريقة خاطئة للوقوف أو التحرك لكن هناك مفاهيم مفيدة تنفع في هذا السياق ومن هذه المفاهيم مفهومان هما :
الوقوف منتصباً .
الميل بوزنك إلى الإمام .
المهارة الثالثة : ملامح وتعابير الوجه :
الهدف السلوكي :
أن تتعلم أن نكون مستريحين و طبيعيين عندما نتكلم .
في الواقع أننا أحيانا لا نعرف عن قياداتنا الكثير أو لنقل كمثل أقرب عن أساتذتنا في هذا البرنامج ولذلك تجدنا نراقبهم بشكل متقطع ونمعن النظر في ملامح وتعابير وجوههم لنستنتج من بعض الإشارات وردود الأفعال بعض الانطباعات الأولية ونبني عليها حكماً على شخصية هذا الإسناد أو ذاك . إذاً فنحن نعتمد على حدسنا وعلى مقدرتهم في قليل من الوقت على عرض الصفات التي تعجبنا و نحترمها .
لكي تكون فعالاً في اتصالك الشخصي :
يجب أن تكون يداك وذراعيك مستريحة و طبيعية بجانبك .
يجب أن تكون حركاتك وإيماءاتك طبيعية عندما تكون نشيطاً .
تحسين ملامح وتعابير وجهك :
ما الذي يفيد في هذا ؟
لكي تتواصل بشكل فعال فانك تحتاج إلى :
أن تكون مبتهجاً في وجهك وإيماءاتك .
تفعل ذلك وكأنه شئ طبيعي .
وهناك عدة طرق يمكن من خلالها أن تضمن ملامح وجه أفضل :
اكتشف كيف تنظر إلي الآخرين عندما تكون تحت ضغوط و اجعل هذا في مستوى الوعي لديك وأن تعرف الشيء الطبيعي والشيء غير الطبيعي وتدرك الفرق بينهما .
كلنا لديه ( إشارات عصبية ) تجعل الواحد منا يذهب بيديه هنا و هناك عندما نتكلم و ليس أمامنا أو بجانبنا أي شئ نمسك به .
أ / اكتشف تلك الإشارات الرئيسية وبعد ذلك احرص على أن لا تعمل تلك الإشارات .
ب / حاول ألا تومىء أو تؤثر في بعض الكلمات أو العبارات فان الإيماءات ليست جيدة ( ركز على ألا تقوم بإشارتك ا لعصبية ) .
ج / حاول أن تجعل يديك بجانبيك عندما لا ترغب في تأكيد فكرة أو نقطة وعندما تريد التأكيد بصورة نابعة من الحماسة الطبيعية سيحدث ذلك طبيعياً لكن لا يمكن أن يكون ذلك إذا كانت يداك متحركة بشكل مستمر لإشارات عصبيه عندها لم يعد المستمع يدرك متي تكون النقطة حماسية وهامة من عدمها .
ا بتسم بغض النظر عن الفئة إلى أنت فيها .
الناس ثلاثة أصناف :
وجوه بطبعها منفتحة ومبتسمة .
وجوه محايدة يمكن أن تتحول من ابتسامه إلى نظرة حارة و حادة .
وجوه جديه و حارة سواء اعتقدوا بأنهم يبتسمون أو لا يبتسمون .
وجوه جديه و حارة سواء اعتقدوا بأنهم يبتسمون أو لا يبتسمون .
اكتشف من أي هذه الأنواع أنت ؟
فإن كنت من الصنف الأول فإنك ستكون متميزان في اتصالك مع الآخرين .
إذا كنت من الصنف الثاني وتستطيع أن تتغير بسهولة من وجه مبتسم إلى وجه جدي فانك تتمتع بمرونة جيدة .
وإذا كنت من الصنف الثالث فيجب أن تهتم بالأمر وتعمل بجد في هذا المجال لتحسين قدرتك على الاتصال فمن المحتمل أن تبتسم من الداخل و لكن وجهك يعكس كآبة من الخارج ، وهذه الكآبة هي طريقتك في الاتصال بالآخرين . إن ما يدركه الآخرين في الظاهر هو الحقيقة بالنسبة لهم .
الخلاصة : إن إشاراتك خصوصاً تعابير وجهك ستظهر أنك متفتح وقريب أو منغلقة .
المهارة الرابعة : اللبس و المظهر :
الهدف السلوكي : أن تلبس وتتزين وتظهر بمظهر لائق لنفسك و للبيئة التي أنت فيها .
يجب أن تعلم إن الانطباع الذي تتركه لدى الآخرين في أول مقابلة لا يمكن تكراره .
تتكون لدينا انطباعات أنية واضحة عن الناس خلال الثواني الخمس الأولى التي تراهم فيها . ويقدر الخبراء أننا نأخذ خمس دقائق أخرى لنضيف خمسين في المائه من انطباعنا ( السلبي أو الايجابي ) إلى الانطباع الذي تكون في الثواني الخمس الأولى . وبما أن تسعين بالمائة من شخصيتنا يتم تغطيتها باللباس ، لذلك من الضروري أن نكون مدركين للرسائل الاتصالية التي تحملها ملابسنا .
إن العشرة بالمائة غير المعطاة من جسمنا هي في العادة وجوهنا وأحيانا غطاء الرأس (الغترة ) وهذه العشر بالمائة الأكثر أهمية من كل الجسم لأنها المكان أو المنطقة التي ينظر إليها الناس .
ولاشك أن الانطباع الذي يستقبله الآخرون يتأثر كثيراً بأسلوب الزينة الذي نزين به رأسنا .
كن لائقـاً :
الكلمتان الأكثر أهمية للباس المؤثر هما : كن لائقـاً
اللبس في المستوى الواعي :
خذ نظرة فاحصة إلى طريقة لبسك وتزينك…
المهارة الخامسة : الصوت والتنوع الصوتي :
الهدف السلوكي : أن تتعلم كيف تستعمل صوتك بطريقة ثرية ملائمة .
مهارة تحسين صوتك والتنوع الصوتي :
صوتك : هو الوسيلة الرئيسية التي تحمل رسالتك أنه مثل وسيلة النقل .
صوتك رسول الحيوية والطاقة .
يجب أن ينقل صوتك بشكل الإثارة والحماس اللتان تشعر بهما أغلبنا يصبح بشكل سريع حبيساً لأنماط عاداته الصوتية التي من الصعب تغييرها .
بينما في الحقيقة أنه يمكن أن نغير عادتنا ونتعلم عادات جديدة . نغمتك الصوتية ونوعيتها تشكل 84% من رسالتك كما أشار إلى ذلك دكتور ( مهربيان في دراسته ) .
بمعنى آخر إن نغمة حبالك الصوتية و الرنين والإلقاء تشكل 84% من المصداقية التي تكون لديك عندما لا يستطيع الناس رؤيتك كأن تكون تتحدث على الهاتف مثلاً .
أصوات الكلمة الواحدة :
الخصائص الدقيقة للصوت أكبر أثراً مما نعتقد . و يمكننا أن نقرأ الكثير من أمزجة الناس وحالاتهم النفسية من النغمة الصوتية على الهاتف خلال الثواني الأولى القليلة .
سمات الصوت الأربع :
المكونات الأربع التي تكون تعبيرك الصوتي هي :
الاسترخاء .
وطريقة التنفس .
والإلقاء .
وتأكيد المقاطع .
وكل مكون من هذه المكونات يمكن تعديله من خلال التدريبات لتوسيع تأثيرك الصوتي .
استعمل التنوع الصوتي :
التنوع الصوتي وسيلة عظيمة تجعل الناس مهتمين بما يسمعون و منشغلين به .
تدريب على تسجيل صوتك بالة تسجيل :
سجل بصوت مرتفع وآخر منخفض وحاول أن تنوع في الحديث .
هذا التدريب سيجعلك تدرك رتابة الصوت ويساعدك على تطوير عادة التنوع في صوتك .
لا تقرأ الخطابات :
يكمن أخطر أشكال الأداء الرتيب في القراءة بصوت عال . إن الكتابة و القراءة والكلام وسائط اتصال مختلفة لذا ننصحك باستعمال الملاحظات ومخطط الأفكار الرئيسة عندما تتكلم هذا سيسمح لك بأن تترك لذهنك حرية الكلمات المنتقاة آنياً وهذا أيضا سيجبر صوتك على أن يكون نشيطاً وطبعا و مليئاً بالحركة لأنك تفكر باستمرار وتكيف وتعدل محتوى رسالتك وأفكارك .
المهارة السادسة : اللغة غير المنطوقة ( وقفات ، كلمات ) :
الهدف السلوكي : استعمال لغة واضحة وملائمة مع مستمعيك بوقفات مخطط لها مبتعداً عن الأساليب المفرغة من معناها أو الأصوات التي لا معني لها .
تحسين استعمال اللغة :
إضافة الوقفات المناسبة والتخلص من الأصوات التي لا معنى لها :
تتكون اللغة من الكلمات المفهومة والأصوات غير المفهومة . يكون تواصل الناس أفضل عند قدرتهم على اختيار الكلمات الصحيحة ويتطلب ذلك استخدام مفردات غنية ملائمة للسياق ولا ينبغي أن يتحدث أحدنا إلى طفل بنفس الطريقة إلى يتحدث بها إلى مجموعة من علماء الفيزياء مثلاً .
الكلمات غير المفهومة حواجز تقف في وجه الاتصال الفعال الواضح ومن أمثلة ذلك ( آه ……- أوه ……. – يعني – كما تعرف – حسناً ) .
الوقفات عنصر مكمل للغة ، فكيف يتم توظيفها التوظيف الجيد ؟
المتحدث البارع يستعمل وقفات طبيعية بين الجمل ، والخطباء البارزون يتوقفون أحياناً ويختارون أماكن الوقفات بعناية للتأثير في مستمعيهم .
اللغة المباشرة :
حدد ما تعنيه أسال عما تريده بشكل واضح أن تقول مثلاً : ( سأحاول وآتى بجواب لك ) قل ( سأبحث في المرجع وسأتصل بك لإخبارك قبل الثانية والنصف ظهراً ) . فالثروة اللغوية تتكون بالاستعمال .
تزداد مفردات الأطفال اللغوية من خلال الأسرة والمدرسة أما البالغين فليس لديهم التدرج في مستوى معين لأنه لا يقوّمهم أحد لكن مستوى تعلمنا وارتفاع درجة الوضوح والتأثير في اتصالنا يزيد مفرداتنا خلال الاستيعاب النشط للكلمات الجديدة .
احذر من المصطلحات ..!!
أحذر من الأساليب والمصطلحات التي يصطلح عليها أهل تخصص معين أو فئة معينة من الناس ، فهذه الأساليب صالحة لأهل الاختصاص بوصفها طريفة سهلة ومختصرة ومعبرة عما يريدون غير أن هذه الأساليب وإن كانت مفهومة للفئة المتخصصة إلا أن أغلب الناس لا يفهمونها .
الوقفة أداة مهمة :
نعم تستطيع أن تتوقف طبيعياً لمدة تمتد من ثلاث إلى أربع ثواني حتى في منتصف الجملة ، لكن المشكلة هي أننا غير معتادين عليها وعندما نقوم بها فإن الوقفة التي تكون من ثلاث أو أربع ثواني تبدو مثل عشرين ثانية في عقولنا .
إذاً .. حاول أن تمارس وقفات طبيعية ثم فكر في نتيجة هذه الوقفات . حاول المبالغة في الوقفات في التمرين وستجد أنك ستوظف الوقفات بشكل أفضل في محادثاتك الطبيعية .
تخلص من الأساليب والأصوات التي لا معنى لها أو غير مفهومة وأبدلها بالوقفات .
بقي لنا أن نتخلص من الأساليب غير المرغوبة و الزائدة عن الحاجة والتي تمثل حواجز تمنع الاتصال لا تستعمل ( المهمة ) وتخلص من أي وقفات غير ضرورية .
سجل نفسك على شريط مسموع أو مرئي واطلب رأى الآخرين حتى تتعرف على أساليبك غير المفهومة وبعدها .. ركز بوعي على التخلص منها .
المهارة السابعة : إشراك المستمع :
الهدف السلوكي :
القدرة على الاحتفاظ باهتمام الشخص الذي تتواصل معه وإشراكه فيما نقول .
تحسين مهارة إشراك المستمع :
عندما تتكلم وتشرك بالمحتوى الذي يهدف إلى مخاطبة الجانب الفكري فانك تتوجه إلى مجال ضيق جداً . حيث تناشد في الغالب الجانب الأيسر من الدماغ والمتعلق بالمعلومات المجردة ( كالحقائق والأرقام ) ولا ريب أن هذا قد يكون كافياً أحيانا لكن عليك أن تدرك بأن تلك المعلومات يمكن أن توصل بشكل فعال بواسطة الكتابة .
فالناس يقرأون بسرعة خمسة أضعاف ما تتحدث . عندما تتكلم وعندما تكون منهمكاً في عملية الاتصال فانك تكشف أفكاراً وآراءً وتحاول أن تحرك الناس تجاه فعل ما أو تقنعهم بالموافقة . وإذا لم تستطع تشغيل الجانب الأيمن من الدماغ لدى مستمعيك فانك تفقد الكثير من إمكانياتك للتأثير .
وفي حقيقة الأمر المستمعون سواء كانوا شخصاً أو أشخاص يقعون تحت تأثير المؤثرات المختلفة في كل لحظة ولذا أنت تحتاج إلى تحريك كل أحاسيسهم وكل عقولهم وكلما كان المستمع منهمكاً أكثر ومشاركاً أكثر ومنفعلا مع ما تقول كلما ازدادت قدرتك على إقناعه برسالتك .
دوّامات :
ونقصد بالدوامة أي شئ تفعله ينتج منه لحظة انهماك في عقول مستمعيك . ويمكن إنارة هذه الدوامات من خلال الآليات التسع لإشراك المستمع والتي ستعرض فيما يلي :
تسع آليات لإشراك المستمع والتأثير عليه :
هذه الآليات تتمحور حول ثلاث مجالات رئيسية ويمكن تكييف وتعديل هذه الآليات لقوائم المجموعة الكبيرة و الاتصال الفردي , والمحاور الرئيسة هي :
الأسلوب
التفاعل
المحتوى
أولاً .. الأسلوب
أ / الجانب المسرحي :
ابدأ حديثك بافتتاح قوي كبيان مشكلة مهمة ، أو رواية قصيرة مؤثرة ، أو طرح سؤال جدلي بحيث تجعل كل شخص يفكر فيه . كما يمكن أن تصرح تصريحاً مثيراً أو تقول عبارة مدهشة ..
ضع عنصراً مثيراً مثل وقفة طويلة لتأكيد عبارة مهمة أو نغمة صوتية أو تغيرات في درجة الصوت أو
عواطف ذات وتيرة عالية ، مثل الغضب أو البهجة أو الحزن أو الإثارة .
اختم اتصالك باقتباس مثير أو بعبارة مهمة أو بنداء قوي للعمل الجاد .
ب / اتصال العين :
اعمل مسحاًً شاملاً لكل مستمعيك وذلك عن طريق الاتصال العيني المباشر المستمر لمدة طويلة عندما تشرع في الكلام ، ثم بعد ذلك ابدأ بالاتصال الموسع بالعين مع كل فردٍ على حدة .
حافظ على إبقاء مستمعيك منهمكين ومنشغلين معك بقدر الإمكان .
ولا تنس ( الدرجة السياحية ) منهم في أطراف الغرفة أو القاعة أو على جوانب طاولة المتحدثين .
قس ردود أفعال مستمعيك خلال تقديم عرضك هل هم موافقون ؟ أم متضايقون ، أم يشعرون بالممل ؟ وهل لديهم أسئلة ؟
ج / الحركة :
غيّر آلية تقديمك بالقيام بالحركة الهادفة كلما أمكن ذلك .
لا تتراجع عن مستمعيك . تحرّك نحوهم خاصة في بداية اتصالك وفي نهايته .
د / الأدوات البصرية :
أضف تنويعاً إلى حديثك باستعمال الوسائل السمعية والبصرية . أعط مستمعيك شيئاً ما ينظرون إليه غير النظر إلى شخصك ؟
استعمل أنواعا مختلفة من الأدوات البصرية في أي عرض رسمي .
مثل :
استخدام الشفافيات .
الكتابة على السبورة الورقية .
استخدام برنامج البوربوينت .
تدرب على هذه الأشياء مسبقاً حتى يكون استعمالك لها سهلاً وغير صارف للاهتمام .
إشراك مستمعيك أو أحدهم إشراكا عفويا دون سابق إعداد
مثل : كتابة ملاحظات المستمعين على السبورة الخشبية أو الورقية ، كتابتها على شفافيات لمناقشتها .
ثانياً .. التفاعل :
أ / الأسئلة :
هناك ثلاثة أنواع من الأسئلة يمكن استعمالها في أي اجتماع . وكل سؤال يسمح لك أن تحصل على مستوى أعمق من المشاركة .
الأسئلة الجدلية ستبقي على مستمعيك نشطين ومفكرين وهذا يصلح خاصة عندما لا يتوافر لك الوقت أو أن الوضع غير ملائم لمناقشة قضية معينة بالتفصيل .
اطلب رفع الأيدي للموافقة أو عدمها على بعض الأمور فهذا يشجع على المشاركة ويجعل الحياة تسري في الجميع .
اطلب متطوعاً بمجرد مشاركة شخص واحد في الكلام أو في عمل مهمة فإنه سيشعرك بتدفق الحياة في الآخرين كما لو كانوا هم المتطوعين .
ب / العرض :
خطط سلفاً لكل خطوة أو أجراء وتأكد من توقيت العرض بدقة قبل البداية .
خذ متطوعاً من المجموعة لكي يساعدك في عرضك إذا كان ذلك ممكناً .
ج / الألعاب والحيل :
أدخل بعض الألعاب التعليمية والفوازير والحيل لرفع الملل وحاول قضاء وقت ممتع مع مستمعيك وإشراكهم معك دون أن يخل ذلك بالهدف الرئيس . وبحيث تبقي مسيطراً على الجلسة .
استعمل الإبداع والحيل والألعاب التي يمكن استعمالها بشكل فعال في كثير من الأوضاع . لكن حافظ على مستوى رفيع من الذوق عند التعامل نع هذه الأمور .
ثالثاً .. المحتوى :
أ / الاهتمام :
قبل أن تتكلم راجع ما تود أن تقوله بسؤال ( كيف أفيد مستمعي )
تذكر أن ذاكرة المستمع قصيرة المدى ، فحاول تركيز المعلومات وجذب الانتباه . استعمل الاتصال العيني لإثارة الاهتمام . استخدم الأمثلة ،الفكاهة ، الأدوات البصرية ، الحركة لجذب اهتمام مستمعيك .
ب / المرح :
ابدأ بتعليق حميمي وودي .
اجعل دعابتك ذات صلة بمستمعيك ولها علاقة بموضوع الحديث0
كن محترفاً في إظهار إنسانيتك في الوقت المناسب .
صور إحساس المرح وروح الدعاية . ويمكن ذلك عن طريق بعض القصص أو المواقف الطريفة أو الأحداث ، كما يمكن استعمال تعليقات المستمعين لخلق جو من المرح والدعابة .
المهارة الثامنة : استخدام المرح :
الهدف السلوكي :
القدرة على أن تجعل بينك وبين مستمعيك علاقة و اتصال جيد ومساعدتهم في التمتع بالاستمتاع إليك
تحسين استعمالك لروح الدعابة :
الدعابة واحدة من أكبر المهارات المهمة للتأثير في عملية الاتصال لكنها في الوقت نفسه واحدة من أكبر أساليب المراوغة .
بعض الناس جذابون ومحبوبون بطبعهم وآخرون يجب أن يعملوا ليكونوا كذلك ، وروح الدعاية مهارة قابلة للتعلم ويمكن أن تتعلم استعمال هذه المهارة بكل يسر وسهولة .
تنبيهات :
لا ترو النكات :
قليلون هم الذين يجدون رواية النكات وأضعافهم يعتقدون أن بإمكانهم رواية النكات جيداً . ولذا فان لم تكن من هؤلاء ولا من أولئك فلا تحاول رواية النكات في المواقف الرسمية .
الفكاهة ليست هدفا بحد ذاتها :
في أكثر جوانب عملية الاتصال الشخصي ليست الفكاهة هدفاً بحد ذاتها ولكنها وسيلة للوصول إلى الآخرين والارتباط معهم على مستوى شخصي . وهذا الارتباط يتمثل في عدة مستويات أهمها مستوى ( المحبة ) ويتكون من خلال عدة عوامل مثل البعد عن الأنانية ، الثقة ، الإراحة .
ابتسامتك هي ما يراه الناس :
عندما نتحدث فالناس ينظرون إلى وجوهنا وميزتنا السائدة هي ابتسامتنا . هذه السمة المهمة من سيماء وجوهنا تظهر بشكل سريع في كل حالاتنا .
فالناس يتعلمون أفضل من خلال المرح والفكاهة . ولا تنسى أن اللحظات العاطفية هي أفضل الأوقات لإيصال رسالتك وأن باستطاعتك الوصول إلى الجانب الأيمن والجانب الأيسر من الدماغ لمستمعيك باستعمال المرح وروح الدعابة والمواقف الإنسانية الإيجابية .
المهارة التاسعة : الذات الطبيعية :
الهدف السلوكي :
أن تكون أصيلا صادقاً تعكس شخصيتك الحقيقية في كل ظروف الاتصال .
أن تفهم قواك الطبيعية وتستعملها في الاتصال .
أن تحول نقاط الضعف في الاتصال إلى نقاط قوة .
أن يكون لديك الثقة في نفسك للتكيف مع مختلف الظروف .
تحسين الذات الطبيعية :
وقفة للتأمل :
فكر في متحدث تعرفه وتعرف عنه قوة التأثير والإقناع .
فكرفي متحدث آخر تعرفه وتعرف عنه قوة التأثير والإقناع .
حاول الإجابة ؟
هل كلا الشخصين نسخة من الآخر ؟ أم أنهما مختلفين !؟
إذاً نحن نختلف عن بعضنا البعض . كل منا له نقاط قوته ونقاط ضعفه . وبالرغم من أن هذا المفهوم بسيط إلا أنه يحمل تعقيداً عندما نضع في الاعتبار آلاف المعطيات في عملية اتصالنا الشخصي . إن لدينا الكثير من الإمكانات و القوى الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها . ولدينا مجالات تستطيع أن تحولها إلى قوة .
الشخصية الطبيعية :
احتفاظك الدائم والتواصل بذاتك الطبيعية هو في حد ذاته مهارة توازي المهارات الثمان السابقة ، وبالرغم من كون هذه المهارة أقرب إلى كونها موقف أو اتجاه ألا أنها تمكنك من الآتي :
التعرف على مجالات القوة و الضعف في شخصيتك .
تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة .
أخيراً :
تذكر بأن الواحد منا مجموعة من المهارات ، وتذكر أن تلك المهارات يمكن تعلمها وممارستها والتمكن منها .